الرحلة تقع بين الميلاد والموت. قد تقصر وقد تطول والأمر مرهون بالمشيئة الإلهية .. متى نولد ومتى نموت. أمر لا خيار لنا فيه. نولد ولا ندري أننا ولدنا وحتى نفهم يكون قد مضى وقت غير قليل.ثم نفاجأ أننا سنرحل.لابد من الرحيل .لن يبقى أحد.
يولد يولد إنسان ويموت إنسان. أجيال تتعاقب. وتاريخ يسجل والموت هو الشيئ الوحيد الذي لا يمكن الرجوع فيه.إذا مات إنسان فهذا معناه أننا لن نراه ابداً لأنه لن يعود. لا يصحو ميت .. اي شيئ آخر في الحياة غير الموت يمكن التفاوض حوله.
أي لا مستحيل .. أي لا بأس .. يظل هناك أمل. يظل الباب مواربا. تظل الدعوة للمحاولة قائمة.. والمحاولة هي جهد إنساني، عمل ، إرادة ،خطة ، تصميم .. وإن شاء حاول واجتهد وأقدم. بالفطرة او الخبرة والعلم. وقد يحتاج الأمر إلى شجاعة، جسارة ، تحد ، فهل ينتصر الإنسان دائما ؟ بالقطع لا . بل ينهزم احياناً. يضعف ، يتراجع ، يجبن ، يجبن ، يمرض. وقد ييأس وقد يفضل الموت ، أي يموت بإرادته ، ينتحر ، وتطوى الصفحة .
باب القبر هو آخر حدود مانعرف عن الحياة. ننزل فيه من مات ثم نغلق الباب ونعود أدراجنا للحياة نتصارع ونأكل ونشرب وننام ونعمل ما نحب ونكره، ونطبب ونقتل، ثم يسقط احدنا ونذه به ثم نعود . رحلة غريبة ، وشاقة ايضا وعلينا أن نعيشها .
هذا هو الغرض. إجبار، وعلينا أن نرضى اي نقبل أن نستمر في الحياة ، إذن الاستمرار قرار ، إرادة ، مسؤلية ، إما أن نعيش الحياة أو لا نعيش .
وطالما أننا قررنا أن نعيش فلابد أن نعيش بالطريقة الصحيحة ، وهذا يتطلب أن نفهم لماذا جئنا غلى الحياة ؟ وهل في مقدورنا أن نعيش بالطريقة التي تحقق الهدف من مجيئنا ؟
الحقيقة لا يمكن أن ننزع من وعي الانسان ومن لا وعيه أنه سيموت .. بل ربما الموت هو الذي يجعل لحياته معنى . فأي رحلة مثلما لها بداية لابد أن يكون لها نهاية والموت لابد ان تعقبه حياة أخرى ، وإذا لم تكن هناك حياة بعد الموت فحياتنا التي نحياها على وجه الارض لن يكون لها معنى .
د/ عادل صادق
من كتاب كيف تنجح في الحياة ؟؟
