| ولى أملٌ فى اللهِ تحيا بهِ المُنى | ويُشرِقُ وَجهُ الظَنِّ والخَطبُ كاشِرُ |
| وَطِيدٌ، يَزِلُّ الْكَيْدُ عَنْهُ، وتَنْقَضِي | مُجَاهَدَة ُ الأَيَّامِ وَهْوَ مُثَابِرُ |
| إذا المرءُ لم يَركَن إلى اللهِ فى الَّذى | يُحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ فَهْوَ خَاسِرُ |
| وإنْ هُوَ لَمْ يصْبِرْ على ما أصَابَهُ | فَلَيْسَ لَهُ فِي مَعْرِضِ الْحَقِّ نَاصِرُ |
| ومَن لم يّذق حُلوَ الزمانِ وَمرهُ | فما هوَ إلاَّ طائشُ اللُّبِّ نافِرُ |
| وَلَوْلاَ تَكَالِيفُ السِّيادة ِ لَمْ يَخِبْ | جَبانٌ ، ولَم يَحو الفَضيلة َ ثائرُ |
| تقلُّ دواعِى النَفسِ وهِى َ ضعيفَة ٌ | وتَقوى همومُ القلبِ وهوَ مُغامِرُ |
| وكَيفَ يبينُ الفَضلُ والنَّقصُ فى الوَرى | إذا لَم تَكُن سَومَ الرِجالِ المَآثِرُ ؟ |
| وَما حملَ السَّيْفَ الْكَمِيُّ لِزِينَة ٍ | ولكن لأمرٍ أوجبتهُ المفاخرُ |
| إذا لَم يكُنْ إلاَّ المعيشة َ مَطلبٌ | فكلُّ زهيدٍ يَمسكُ النَّفسَ جابِرُ |
| فَلَوْلاَ الْعُلاَ ما أَرْسَلَ السَّهْم نَازِعٌ | ولا شهرَ السيفَ اليمانى َّ شاهرُ |
| منَ العارِ أن يرضى الدنيَّة َ ماجدٌ | ويَقبلَ مَكذوبَ المُنى وهوَ صاغرُ |
| إذا كُنتَ تخشى كلَّ شئٍ منَ الردى | فَكُلُّ الَّذِي فِي الْكَوْنِ لِلنَّفْسِ ضائِرُ |
| فمِن صِحَّة ِ الإِنْسَانِ ما فِيهِ سُقْمُهُ | ومن أمنهِ ما فاجأتهُ المَخاطِر |
ابيات من قصيدة طيف سميرة للشاعر محمود سامي البارودي
