الجمعة، 8 مارس 2013

قصة رجل .. أحس بأنه قد نال شرف مساعدة الآخرين



في صبيحة يوم العيد منذ سنوات عديدة استيقظت أسرة صغيرة من نومها وقد خيم على أفرادها إحساس شديد بالتشاؤم. وبدلاً من التطلع إلى يوم يدعو إلى الإحساس بالرضا والامتنان شغلهم التفكير في الأشياء التي يعجزون عن امتلاكها.

 في أفضل حالاتهم فإنهم سيجتمعون على وجبة زهيدة في يوم تمتلئ الموائد فيه بما لذ وطاب. ولو أمكنهم الاتصال بجماعة محلية للأعمال الخيرية فإنهم كانوا سينالون ديكاً رومياً صحيحاً ولكنهم لم يفعلوا ذلك. لماذا؟ لأنهم مثل الكثيرين من الناس تمنعهم عزة النفس عن ذلك وسوف يحاولون بكل طاقاتهم الاكتفاء بما لديهم. فهذا الموقف الصعب قادهم إلى الإحباط وفقدان الأمل، وبعدهما إلى تبادل الكلمات الجارحة التي يصعب تلافي آثارها بين الأب والأم.

 ولذا فقد شعر الابن الأكبر باليأس والإحباط لأنه قد رأى أكثر الذين يحبهم قد سيطر عليهم اليأس والغضب.وبعد ذلك تدخل القدر...

 وإذا بدقات عالية غير متوقعة تطرق الباب! وفتح الابن الباب وإذا برجل طويل ذي ملابس رثة يلقي عليه التحية. وكان هذا الرجل ترتطم أسنانه مع بعضها من فرط ما يحمله من سلة ضخمة تحوي بداخلها كل ما يمكن تخيله من أشياء للعيد: ديك رومي وفطائر محشوة وبطاطا ومعلبات وكل شيء يحتاجون إليه في يوم العيد واندهش جميع أفراد العائلة

وقال الرجل الواقف بالباب: هذه الأشياء من شخص يعرف أنكم تحتاجون إليها ويريدكم أن تعرفوا أن هناك من يحبكم ويهتم بأمركم. في البداية رفض رب الأسرة أن يأخذ السلة من الرجل ولكن الرجل قال:انظر، ما أنا إلا عامل لتوصيل الطلبات إلى المنازل وألقى السلة، وهو يبتسم بين ذراعي الغلام واستدار ليغادر

 وقال وهو يربت كتف الغلام : أتمنى لكم عيداً سعيداً

في هذه اللحظة تغيرت حياة هذا الشاب للأبد. فبهذا التصرف الذي يتسم بالعطف، تعلم أن الأمل شيء خالد وأن الناس ـ حتى الغرباء ـ يهتمون ويراعون مشاعر الآخرين. وإحساس الامتنان الذي شعر به قد أثر فيه بشدة ،

 وأقسم أنه سيفعل كل ما يستطيع لكي يرد شيئاً للآخرين بطريقة مماثلة لما حدث معه.

عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره بدأ يفي بوعده فعلى الرغم من دخله الضئيل الذي يربحه اشترى بعض سلع البقالة، لأسرتين علم أنهما في حاجة ملحة إلى الطعام وكان قد ارتدى بنطلوناً قديماً من الجينز وقميصاً قاصداً الأسرتين ليوصل تلك الأشياء كما لو كان هذا الغلام يعمل في توصيل الطلبات للمنازل.

 وعندما وصل البيت الأول المتهدم قدمت إليه امرأة لاتينية التحية وهي تنظر إليه في ارتياب وكان لهذه السيدة ستة أطفال وكان زوجها قد هجر الأسرة منذ أيام قلائل ولم يكن لديهم أي طعام. وقال هذا الشاب: لدى شيء يجب أن تتسلميه يا سيدتي وبعد ذلك خرج إلى سيارته وبدأ في حمل الأكياس والصناديق المملوءة بالطعام: ديك رومي، فطائر محشوة وبطاطا ومعلبات.

واندهشت هذه السيدة مما يحدث وانطلقت من الأطفال صيحات الفرح عندما رأوا الشاب يحمل الطعام إلى منزلهم وقد جذبت هذه الأم الصغيرة التي تتحدث الانكليزية بصعوبة هذا الشاب لتشكره. قائلة له: أنت هدية من ربي

فرد الشاب قائلاً: كلا كلا، أنا فقط ساع لتوصيل الطلبات ، وهذه هدية من صديق وبعد ذلك سلمها بطاقة مكتوباً عليها:

هذه رسالة من صديق أتمنى لكم قضاء عيد سعيد فأنتم فعلاً تستحقون عيداً سعيداً واعلموا أن هناك من يحبكم . يوماً ما، إذا أتيحت لكم الفرصة حاولوا أن تفعلوا هذا مع شخص آخر لتردوا هذا المعروف واستمر الشاب في إحضار أكياس بعد أخرى من تلك المملوءة بأصناف الطعام من البقالة. لقد وصل تحمس هذا الشاب وفرحه وعطفه إلى أشده. فقبل أن يرحل من هذا المنزل حركته مشاعر العطاء والتواصل مع الآخرين حتى انهمرت الدموع من عينه. وحينما كان يتجه بسيارته مبتعداً . نظر خلفه إلى الوجوه التي عمها الابتسام،

أحس بأنه قد نال شرف مساعدة الآخرين، وقد أدرك أن هذه القصة تدور في حلقة متصلة، وأن ذلك اليوم المرعب الذي رآه حينما كان غلاماً هو حقاً هدية من ربه، فقد هداه وقاده الإشباع في حياة مكرسة لمساعدة الآخرين. وبهذا الحدث الوحيد فقط بدأ سعيا ًإلى يومنا هذا : لكي يرد الهدية التي قدمت له وعائلته، ولكي يذكر الناس بأنه دائماً هناك طريقة لتردوا بها الجميل، وليذكر الناس بأنهم محبوبون وأنه بخطوات بسيطة، وتفهم قليل وبعض الاجتهاد مهما كانت التحيات الموجودة الآن يمكن تحويلها إلى دروس ثمينة وفرص سانحة من أجل نمو الشخصية وتحقيق السعادة الأبدية.