
تعيش الأمم وشعوبها ويتنازعها عاملان قويان يؤثران عليها ويكونان سببا في توجيه أفكارنا وسلوكنا هما الأصالة والمعاصرة
والأصالة هي كل ما يتعلق بإكتشاف اصل المجتمع وذاته والمحافظة عليه. وفيه نحتاج إلى وجود تواصل بين التراث والتاريخ والماضي و بين ثقافة المجتمع الحالية والمعاصرة
ولا يمكن لمجتمع ما أن يتخلى عن الأصالة ليعيش المعاصرة فهو إن فعل كمن يبني قلعة جميلة وكبيرة ولكنه يبنيها على رمال شواطئ البحار.
وايضا لا يمكن لمجتمع ما أن يعيش الاصالة ويتخلى عن المعاصرة ويبتعد عن مواكبتها أو التاثر بها ولو بشكل بسيط او مقدار قليل. ومن المستحيل أن نتخيل ذلك أو نتصوره لأنه يعد ضربا من الخيال. فحتى البلدان التي استطاعت بشكل كبير الحفاظ على هويتها إلا أن المعاصرة والإنفتاح العالمي كان لهما بعض الأثر في تغير بعض المظاهر والسلوك والعادات وخاصة لدى المرحلة العمرية لفئة الشباب.
وكل حضارة قوية بنيت في الماضي او الحاضر قامت على التوازن بين الأصالة والمعاصرة.
إننا دائما بحاجة إلى أعمدة الأصالة. بحاجة لوجود تواصل بين التراث الماضي وبين ثقافة الحاضر.
وبين هويتنا والإنفتاح .. بين الأصالة والمعاصرة تُبنى الأمم. وبدون ذلك تعيش البلدان والمجتمعات حالات اللاهوية أو الفراغ الداخلي. ونرى حالات المجتمع كمجموعات مقلدة. لا تحمل صفة مميزة بها أو عنوان. كل يوم لهم مظهر وعلامة مختلفة عن اليوم الذي يسبقه.
مجتمع لا يشعر بإنتماء ولا يشعر بوطن ولا يشعر بقيمة لذاتهم أو أي قيمة . لأوطانهم أولحياتهم نفسها.
نعم نحتاج لتواصل بين التراث - الماضي - التاريخ وبين تقافة الحاضر - المعاصرة - التقدم. بحيث يصبح التراث معينا ومنبعا نأخذ منه ما يُعيننا في بناء الحاضر ورسم صورة مشرقة للمستقبل وفق عملية إنتقائية دقيقة صافية تمثلنا نحن وتعبر عنا وعن هويتنا.