ان من الخطوط المزدوجة في كيان الإنسان هذين الخطين المرتبطين المتناقضين :
أ- إحساس الإنسان بفرديته .
ب - إحساس بالميل إلى الإجتماع بالآخرين والحياة معهم كواحد منهم .
فكيان المجتمع كله قائم على التوفيق بيت هذين الخطين المتناقضين في الظاهر. فالجماعة (جماعة البشر )هي الأصل ، فالطفل يولد ضعيفا لا حول له ولاقوة ولا كيان ، ولولا وجوده في جماعة ما استطاع أن يعيش ، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش منفردا، فالإنسان متوازن في فرديته ومتوازن في ميله إلى الجماعة وتعاونه معها، وحينئذ يصبح المجتمع أشخاصاً لهم وجود واقعي ، ومتساندين في الوقت نفسه وفقا لقوله تعالى (صفا كأنهم بنيان مرصوص )"سورة الصف آية 4" وهذا ما يسعى إليه الإسلام.
والحب في الله أو الأخوة في الله هي الرباط الحي الذي يربط الجماعة كالبنيان المرصوص .والقرآن الكريم يغذي هذه التجمعات بتوجيهاته الدائمة إلى التعاون فقال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )"سورة المائدة آية 2".
وهكذا تتحد المجموعات البشرية في الهدف وتتحد في العمل ، فتلتقي قلوبهم وتتعاون وترتبط كلها بالنهاية ،فلا يقوم بينها الشقاق والخصام فالدنيا متاع زائل وليس للإنسان أن يجعلها هدفا وغاية له وينسى الهدف الأكبر الذي خلق من أجله قال تعالى
(( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ( 111 ) )
اللهم اجعلنا ممن اشتريت منهم أنفسهم .. اللهم نسألك الإخلاص والتقوى والعلم والعمل الصالح وحسن الخلق في السر والعلن اللهم آمين
بتصريف من كتاب صورة الطفولة في الترببية الإسلامية
أحمد محمد الزبادي
دابراهيم ياسين الخطيب