عندما يقول رب العزة قولا فهو الحق
كما أن أعيننا تحتاج شمس النهار لترى وتحتاج نور القمر ليُنير عتمة وظلمة الليل تحتاج نفوسنا وصدورنا إلى نور يضيئ لها حياتها وخير مصباح لها هو القرآن الكريم فهو النور الذي لاينطفئ على كثرة القراءة ولا يحتاج إلى صيانة ولا ندفع له مقابل لإستخدامه بل هو من يعطيك إنه قرآن ربي
يقول تعالى مخاطبا جميع الناس ومخبرا بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم ، وهو الدليل القاطع للعذر ، والحجة المزيلة للشبهة ; ولهذا قال : ( وأنزلنا إليكم نورا مبينا ) أي : ضياء واضحا على الحق ، قال ابن جريج وغيره : وهو القرآن .
( فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به ) أي : جمعوا بين مقامي العبادة والتوكل على الله في جميع أمورهم . وقال ابن جريج : آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن . رواه ابن جرير .
( فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ) أي : يرحمهم فيدخلهم الجنة ويزيدهم ثوابا ومضاعفة ورفعا في درجاتهم ، من فضله عليهم وإحسانه إليهم ، (ويهديهم إليه صراطا مستقيما ) أي : طريقا واضحا قصدا قواما لا اعوجاج فيه ولا انحراف . وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة ، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات ، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات . وفي حديث الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " القرآن صراط الله المستقيم وحبل الله المتين " . وقد تقدم الحديث بتمامه في أول التفسير ولله
الحمد والمنة .
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته .. اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت خلقتني وأنا أمتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذو بك من شر ما صنعت أبوء لكبنعمتك عليً وابوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت