
برغم أنها كانت في حينها محنة إلا أنها أيضا حملت بداخلها مع مرور الأيام منحة
عاشت أم زوجي رحمها الله معنا في الغربة ثلاث سنوات .. كانت رحمها الله في أوائل السبعينات من العمر ..المدينة التي نعيش فيها كانت تاتيها ايام يثور فيها الغبار فكان يؤلمها .. وكان إذا اشتد الغبار ملأنا لها الغرفة بالبخار وقدمنا لها كوبا من الماء وعسل النحل
وكانت اغلب العادة أن أظل أنا وهي نجلس ونسهر سويا حتى تدخل لتنام ..
ولكن في ليلة وفاتها رحمها الله لا أعرف مالذي أشعرني بإرهاق شديد فدخلت تقريبا في الساعة الواحدة ليلا لأنام ولا اعرف لماذا كنت اشعر أن ملك الموت وكأنه يحوم حول البيت أو أنه متواجد بيننا وكأنني نمت من الخوف. المهم أني نمت وظل زوجي مع والدته وكانت هذه ليلة الغبار فيها ثائر ويملأ المدينة.
فقالت لزوجي :لا اعرف لماذا اشعر بضيق في صدري فقال لها لعله من الغبار . وقال لها تشربين شيئا معي قالت له نعم (ماشي ) عمل زوجي مشروبا ساخنا وشرباه سويا ثم قالت له انها مازالت تشعر بشيئ من التعب ولكنه بسيط فوضع يده على صدرها وأخذ يقرأ لها آيات من القرآن ثم قرأ على جسدها كله .حتى شعرت بالراحة .ثم قالت له قم نام الآن لترتاح فإن ورائك عمل (دوام) غدا في الصباح وستحتاج أن تستيقظ مبكرا ولم يتبقى على الفجر إلا ساعتين .
قال لها لن أنام إلا إذا كنت ستنامين .. قالت له سانام
نام زوجي ثم استيقظ بعد آذان الفجر بقليل وخاف ان يتاخر على الإقامة فقال أذهب للصلاة وعندما يعود يوقظنا للصلاة . بعد عودة زوجي حاول أن يوقظها لتصلي ولكنه وجدها تتنفس بصعوبة
بدأت قصتي مع المحنة حينما
ايقظني زوجي بشكل سريع قومي وصلي سريعا فأمي مريضة ولا تستطيع أن تأخذ نفسها من الغبار وقد استدعيت لها جارنا الطبيب
فصلي واستعدي لقدومه .جاء جارنا ليكشف عليها وانا مستندة الى الحائط ألاحظ طريقة تنفسها والحظ شيئا غريبا لا أعرف ماهو ..كنت كل ما اظنه أنها ستحتاج ككل مرة نملأ لها الغرفة بالبخار ونحضر لها بعض العصائر.
ولكن الطبيب قال لزوجي لابد من إستدعاء سيارة الإسعاف .قال زوجي الوقت الذي أنتظر فيه سيارة الإسعاف أكون قد نقلتها أنا الى المستشفى .حملها زوجي وأجلسها في السيارة وذهب بها إلى المستشفى مسرعا وخاصة ان المستشفى ليست بعيدة عنا .
مرالوقت ببطء شديد ومر الوقت علي وكأنني في حلم أو ذهول حالة لا اعرف لها وصفا.
ظللت على إتصال بزوجي إلى أن سألته عنها فقال لي انها فارقت الحياة رحمها الله
كنت في حالة لا أعرفها .ولكني لم افكر بها كان كل مايشغلني كيف ستغسل وهل من الممكن ان أكون معها فأنا أعرف أن الميت يشعر ويستأنس بأهله .كنت اهتم لأننا في الغربة ولأن في المدينة التي اعيش فيها لا يغسل احد في منزله الكل يغسل في مغسلة خاصة
بعد أن انتهى زوجي واصدقاؤه من تخليص الأوراق قلت له ساذهب معك إلى المغسلة .ركبت مع زوجي سيارتنا حتى المستشفى .وبعد أن أخذ زوجي والدته وركبت سيارة الإسعاف ركب معها .وركبت أنا مع اثنين من اصدقائه .كان زوجي والسائق مع والدته وكنت أنا مع أثنين من اصدقاء زوجي . استحضرني هذا الشعور وهو وجه الشبه بيني وبين أم زوجي في هذه الحالة . فالحالة واحدة هي تركب مع ابنها والسائق ولا تتحدث وأنا اركب مع اثنين من اصدقاء زوجي ولا نتحدث ..كان طريق المغسلة بعيدا على أطراف مدينتنا فشعرت وكأنني أنا وهي ذاهبين إلى نفس المكان هي ليس معها احد وانا ايضا امرأة لوحدي ليس معي احد من النساء.
هنا كان من اعظم الدروس لي وأعتقد انه لم يمر به كثير من الرجال أن يمشي وحده وراء ميت بمفرده دون ان يكون معه صديق أو انسان من جنسه.
كنت بمفردي إلى أن وصلنا المغسلة هناك وجدت ثلاثة نساء قمن بتغسيل أم زوجي وأنا معهم.
ثم بعد الغسل والتكفين أخذها الرجال ذهبوا بها إلى مسجد بجوار المغسلة وعدت لأجد نفسي مرة أخرى وحيدة سألتني احدى المغسلات هل معك أحد من النساء قلت لها لا قالت لي تعالي معي نوصلك إلى المنزل ركبت معها ثم استشعر أحد اصدقاء زوجي أنه من العيب أن يتركوني أذهب مع اناس لا اعرفهم وقالوا لي تعالى سنوصلك نحن. ركبت السيارة مع اثنين من أصدقاء زوجي و اوصلاني إلى المنزل .كنت في حالة غير حالتي .حتى من أتى في المساء ليؤدي واجب العزاء لاجظ ذلك فقد كنت أتكلم كثيرا وكان هذا على غير عادتي .
الموقف بالنسبة لي حينها كان صدمة .. كان محنة ..
ولكن كان بداخله منحة .. وفي كثير من الأوقات أتأكد أنه منحة
فقد أراني الله عزوجل زاوية أخرى للحياة .كان كأنه تدريب لخطوة ستأتي ولابد منها .. رأيت نموذج مصغرا ليوم لن تجد فيه رفيق او أو زوج او ابن او صديق
منحة لي الآن : لأنه كلما زادت الحياة من قسوتها وتذكرت ذلك اليوم عرفت .. لا بل أقول ذقت معنى أن الحياة فانية وراحلة
المنح كثيرة قد استطيع كتاباتها لاحقا ... فعفوا مع تذكر الموقف ذهبت الكلمات وبقى الإحساس.
كلما امتحنتك الحياة واختبرتك بشدة .. فابحث عن المنحة وإن لم تجد ..لا تتعجل فستريك الأيام منها منح كثيرة
وكانت اغلب العادة أن أظل أنا وهي نجلس ونسهر سويا حتى تدخل لتنام ..
ولكن في ليلة وفاتها رحمها الله لا أعرف مالذي أشعرني بإرهاق شديد فدخلت تقريبا في الساعة الواحدة ليلا لأنام ولا اعرف لماذا كنت اشعر أن ملك الموت وكأنه يحوم حول البيت أو أنه متواجد بيننا وكأنني نمت من الخوف. المهم أني نمت وظل زوجي مع والدته وكانت هذه ليلة الغبار فيها ثائر ويملأ المدينة.
فقالت لزوجي :لا اعرف لماذا اشعر بضيق في صدري فقال لها لعله من الغبار . وقال لها تشربين شيئا معي قالت له نعم (ماشي ) عمل زوجي مشروبا ساخنا وشرباه سويا ثم قالت له انها مازالت تشعر بشيئ من التعب ولكنه بسيط فوضع يده على صدرها وأخذ يقرأ لها آيات من القرآن ثم قرأ على جسدها كله .حتى شعرت بالراحة .ثم قالت له قم نام الآن لترتاح فإن ورائك عمل (دوام) غدا في الصباح وستحتاج أن تستيقظ مبكرا ولم يتبقى على الفجر إلا ساعتين .
قال لها لن أنام إلا إذا كنت ستنامين .. قالت له سانام
نام زوجي ثم استيقظ بعد آذان الفجر بقليل وخاف ان يتاخر على الإقامة فقال أذهب للصلاة وعندما يعود يوقظنا للصلاة . بعد عودة زوجي حاول أن يوقظها لتصلي ولكنه وجدها تتنفس بصعوبة
بدأت قصتي مع المحنة حينما
ايقظني زوجي بشكل سريع قومي وصلي سريعا فأمي مريضة ولا تستطيع أن تأخذ نفسها من الغبار وقد استدعيت لها جارنا الطبيب
فصلي واستعدي لقدومه .جاء جارنا ليكشف عليها وانا مستندة الى الحائط ألاحظ طريقة تنفسها والحظ شيئا غريبا لا أعرف ماهو ..كنت كل ما اظنه أنها ستحتاج ككل مرة نملأ لها الغرفة بالبخار ونحضر لها بعض العصائر.
ولكن الطبيب قال لزوجي لابد من إستدعاء سيارة الإسعاف .قال زوجي الوقت الذي أنتظر فيه سيارة الإسعاف أكون قد نقلتها أنا الى المستشفى .حملها زوجي وأجلسها في السيارة وذهب بها إلى المستشفى مسرعا وخاصة ان المستشفى ليست بعيدة عنا .
مرالوقت ببطء شديد ومر الوقت علي وكأنني في حلم أو ذهول حالة لا اعرف لها وصفا.
ظللت على إتصال بزوجي إلى أن سألته عنها فقال لي انها فارقت الحياة رحمها الله
كنت في حالة لا أعرفها .ولكني لم افكر بها كان كل مايشغلني كيف ستغسل وهل من الممكن ان أكون معها فأنا أعرف أن الميت يشعر ويستأنس بأهله .كنت اهتم لأننا في الغربة ولأن في المدينة التي اعيش فيها لا يغسل احد في منزله الكل يغسل في مغسلة خاصة
بعد أن انتهى زوجي واصدقاؤه من تخليص الأوراق قلت له ساذهب معك إلى المغسلة .ركبت مع زوجي سيارتنا حتى المستشفى .وبعد أن أخذ زوجي والدته وركبت سيارة الإسعاف ركب معها .وركبت أنا مع اثنين من اصدقائه .كان زوجي والسائق مع والدته وكنت أنا مع أثنين من اصدقاء زوجي . استحضرني هذا الشعور وهو وجه الشبه بيني وبين أم زوجي في هذه الحالة . فالحالة واحدة هي تركب مع ابنها والسائق ولا تتحدث وأنا اركب مع اثنين من اصدقاء زوجي ولا نتحدث ..كان طريق المغسلة بعيدا على أطراف مدينتنا فشعرت وكأنني أنا وهي ذاهبين إلى نفس المكان هي ليس معها احد وانا ايضا امرأة لوحدي ليس معي احد من النساء.
هنا كان من اعظم الدروس لي وأعتقد انه لم يمر به كثير من الرجال أن يمشي وحده وراء ميت بمفرده دون ان يكون معه صديق أو انسان من جنسه.
كنت بمفردي إلى أن وصلنا المغسلة هناك وجدت ثلاثة نساء قمن بتغسيل أم زوجي وأنا معهم.
ثم بعد الغسل والتكفين أخذها الرجال ذهبوا بها إلى مسجد بجوار المغسلة وعدت لأجد نفسي مرة أخرى وحيدة سألتني احدى المغسلات هل معك أحد من النساء قلت لها لا قالت لي تعالي معي نوصلك إلى المنزل ركبت معها ثم استشعر أحد اصدقاء زوجي أنه من العيب أن يتركوني أذهب مع اناس لا اعرفهم وقالوا لي تعالى سنوصلك نحن. ركبت السيارة مع اثنين من أصدقاء زوجي و اوصلاني إلى المنزل .كنت في حالة غير حالتي .حتى من أتى في المساء ليؤدي واجب العزاء لاجظ ذلك فقد كنت أتكلم كثيرا وكان هذا على غير عادتي .
الموقف بالنسبة لي حينها كان صدمة .. كان محنة ..
ولكن كان بداخله منحة .. وفي كثير من الأوقات أتأكد أنه منحة
فقد أراني الله عزوجل زاوية أخرى للحياة .كان كأنه تدريب لخطوة ستأتي ولابد منها .. رأيت نموذج مصغرا ليوم لن تجد فيه رفيق او أو زوج او ابن او صديق
منحة لي الآن : لأنه كلما زادت الحياة من قسوتها وتذكرت ذلك اليوم عرفت .. لا بل أقول ذقت معنى أن الحياة فانية وراحلة
المنح كثيرة قد استطيع كتاباتها لاحقا ... فعفوا مع تذكر الموقف ذهبت الكلمات وبقى الإحساس.
كلما امتحنتك الحياة واختبرتك بشدة .. فابحث عن المنحة وإن لم تجد ..لا تتعجل فستريك الأيام منها منح كثيرة