الجمعة، 12 أكتوبر 2012

كيف تملك الدنيا




تاه مركبه على صفحات المحيط وأخذت المياه تقذف بعظيم الموج حتى أتت على بقايا ذلك المركب المتهالك فبقي هائما اياما تعبث به الأمواج، وتتلاعب به الريح وتلهو به الأسماك ثم قدر له الله عزوجل بعد ذلك النجاة، وقد سٌئل عن أعظم درس تعلمه من هذه التجربة المريرة فقال كلمة عجيبة " لو امتلكت الماء الزلال والغذاء فلا يحق لي بعد ذلك أن اشكو مرا!"
يقول الحبيب محمد صل الله عليه وسلم(منَ أصَبْحَ منِكْمُ آمنِاً فيِ سرِبْهِ ، معُاَفىً فيِجسَدَهِ ، عنِدْهَ قوُت يوَمْهِ ، فكَأَنََّماَ حيِزتَ لهَ الدُّنيْاَ) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/ 300 )
أي حكمة وأي سكن نفس وأي راحة بال في ثنايا هذا الحديث المضيئ بين سطوره
فالدنيا كلها قد أُعطيت باكملها لمن يملك تقديرا للنعم وفهما عميقا وتصورا راسخا عن قيمتها
يعلق الشيخ الغزالي رحمه الله على هذا الحديث بقوله " انك تملك العالم كله يوم تجمع هذه العناصر كلها بين يديك فلا تحقرها، إن الأمن والعافية وكفاية يوم واحد تتيح للعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيرا قد يغيرمجرى التاريخ كله "
استحضر نعم الله عليك واجعلها حاضرة في وعيك 
دع شمس حياتك تشرق كل يوم مسبحة بنعم الله عليك التي لا حد لها