الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

ثمة أمور لمن أراد النجاح وأراد أن يبني وطنه وأن يحيي أمته



 ثمة أمور كثيرة، تشكل عقل وروح من أراد النجاح وأراد أن يبني وطنه وأن يحيي أمة،أولها أن  يكون على مستوى من الاستعداد والتأهل لحمل أمانةالتكليف وأمانة العمل وأمانة النهضة، في عصر هو من التعقيد بمكان.

ثاني هذه الأمور ترك النوم والغطاء الدافئ، ثم تغلغل روح الإخلاص ويقينه في جنبات نفسه، تلك خطوات أولية مهمة؛ كي يكون على أساس سليم، وصلة خاصة برب العالمين.
ثالثهما صحة التكوين النفسي والفكري فهما روح الأمل، روح مشرقة تحثه على الخير دائما مهما كانت العقبات، روح تسري في كيانه مهما كانت المكائد والآلام، روح تنبض فيه في كل وقت وحين تتجاوز الواقع المتعب، وتتطلع لغد مشرق بهيج.

هذه الروح يغرسها القرآن الكريم في روحه وحركته وفكره وخططه ومستقبله؛ (لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله)، (وَمَنْ يَّقْنَطُ مِن رحْمَة رَبِّه إلا الضَّالُّون)، (ولا تيْأَسوا مِن رَوْحِ الله إنّه لا ييْأَسُ مِن رَوْح الله إلا القومُ الكافرون).

المؤمنون الموصولة قلوبهم بالله، الندية أرواحهم بروحه، الشاعرون بنفحاته المحيية الرخية، فإنهم لا ييأسون من روح الله ولو أحاط بهم الكرب، واشتد بهم الضيق. وإن المؤمن لفي روح من ظلال إيمانه، وفي أنس من صلته بربه، وفي طمأنينة من ثقته بمولاه، وهو في مضايق الشدة ومخانق الكروب...".(في ظلال القرآن)

لكل من أراد النجاح عليه أن يدرك ويعي هذه الكلمات جيدا

* أن الأيام دول، وما هي إلا سحابة صيف وتتغير الأحوال، وأن دوام الحال من المحال، عتاد ذلك هو الصبر واليقين،

* يبحث دائماً عن الجيد والمفيد في كل موقف، مهما كان الموقف مظلماً ظاهراً، وفي غالب الأحيان - كما يقول علماء النفس - أنه يجد ذلك الشيء ولو كان باطناً.
* يعتقد بأن العوائق والكربات لا تأتي للإعاقة، بل من أجل التأسيس، وأن كل موقف معيق أو كربة ظاهرة، تحوي درسًا ثمينًا يتعلم منه، وينطلق منه، وتراه مصمماً على إيجاده.
* يفتش عن حل لكل مشكلة، وعوضا عن اللوم والشكوى، يبحث عن الحلول، وتحليل الأمور، وماذا عليه أن يفعل، وكيف يتحرك، وما هي الخطوة التالية.
* بطبيعته شخص إيجابي، مرح، يحب دائما أن يتذكر أهدافه، يراها أمامه في عقله الباطن، ويبتسم لها، ويحرك روحه نفسيا وعمليا لها، إنه يفكر في المستقبل، ولا يعيش في الماضي، يتطلع إلى الأمام أكثر من الالتفات إلى الماضي

هذه هي الروح التي يزرعها القرآن الكريم في أهله، سواء على مستوى الأمة وهمومها، أو على مستوى الذات وطموحها، كذا على مستوى العلاقات وشجونها.

صاحب الأمل يتميز بعدة صفات نفسية، لا ينالها من فقد الأمل في قلبه.قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله.

رفض القرآن الكريم منهج اليأس واعتبره نوع من الضلال 
فعندما جاءت إبراهيم - عليه السلام - البشرى بالولد في سنٍ كبير أبدى تعجبه فقال: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ). فقالت الملائكة: (بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ). قال - عليه السلام -: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ). (2)
سماه القرآن ضلالاً؛ ضلال نفسي يجعل صاحبه يسير في غير الطريق الصحيح، وعلى غير الصراط المستقيم، ويرى الأمور برؤية قاتمة على غير حقيقتها.

قال أحد العلماء: لولا الأمل ما بنى بانٍ بنيانًا، ولا غرس غارسٌ غرسًا.

ولا تنسى أنت حبيب الله، والحريص على الإخلاص العميق، فتذكر بأن أحلام اليوم حقائق الغد، و أن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، وأن صناعة الحياة فن ومهارة، وللأمل خصائص نفسية فتدرب عليها وحزها، وقل الحمد لله بدينك وثباتك، ولا تلتفت إلى الوراء والمواء، وكن عظيما كما كل العظماء ولا تنسى أن تكون عينيك على لوحة جميلة وضعت في نهاية طريقك كتب عليها هنا الحوض وهنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ينتظرك ليقول لك ربح البيع صبرت ففزت وعملت فانجزت واجتهدت فلك الأجر.