السبت، 22 سبتمبر 2012

في بحر الحياة .. أنت الربان ..


 في بحر حياتنا نحن الربان 

 معادلة يستصعبها الكثيرون مابين القضاء والقدر وما بين عملنا ، ما بين كوننا مخيرين فيه وما بين كوننا مسيرين ، ما بين مانحلم به وآمالنا وبين الظروف التي تحيط بنا.

ولكن الأمر بسيط ، لنسلم أولاً وأخيراً بقضاء الله وقدره فينا وأن ما كتبه ويكتبه لنا هو الخير نفسه. 

 هل تحكمنا الظروف ؟؟ بدون مثالية نعم للظروف جزء مما نحن فيه ... أجل فقط جزء مما نحن فيه. 

ولو نظرنا لحياة الحبيب محمد صل الله عليه وسلم وهو طفل ، نشأ يتيم - مات أبوه قبل أن يولد، ماتت أمه وعمره صغير ، رعى الغنم وعمره حوالي عشر سنوات هل بعد هذا ظروف وأحداث نتكلم عنها ؟؟
البعض تحدثه نفسه ويقول هذا رسول ومدعوم من الله عزوجل .نعم صحيح ولكن لنكمل الجملة فلا تقل ويل للمصلين وتصمت.
لنكمل الجملة ونقول نعم الرسول مدعوم من الله عزوجل وارسل ليكون قدوة وجعله الله عز وجل يعيش أصعب ظروف البشر ليكون لنا قدوة ومدرسة نتعلم منها منذ الصغر.
رعى صلى الله عليه وسلم الغنمَ وكان من الممكن ان يظل راعيا حتى الممات ويبلغ الدعوة فلا يوجد ما يمنع ذلك. ولكنه اشتغل في التجارة. رعي الغنم يعلم الصبر والتأمل والصدق والشجاعة ، والتجارة تكسب صفات الأمانة والصدق ويظهرفيها أروع أنواع الشجاعة والإقدام (ونقصد فقط التاجر الصدوق)
عاش الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يعمل ما أمره الله به ويعمل شرع الله مهما كلفه الأمر. وعاش انسانا يفكر ويغير قراره مادام غير مخالف للشرع. فمثلاً عندما عرض عليه الصحابي  (الحباب بن المنذر) تغيير موضع نزول الجيش في المعركة بحيث يكون أمام بئر بدر فقبل صلى الله عليه وسلم رأيه.
   وكذلك عندما عرض عليه سيدنا سلمان الفارسي فكرة الخندق ويقبلها مع انها لم تكن فكرة معروفة عند العرب. 
ومثال على تغييره (ص) لفكر من يتعامل معه ، نجد في الهجرة حواره مع سراقه يبادله غاية عاجلة يريدها سراقة بغاية آجلة هي اكثر خيرية له في الدنيا والآخرة ويقول" كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى".

اننا نستطيع ان نفكر ونقرر ونغير مادمنا منضبطين بحكم الشرع. بالدعاء تتغير الحياة ، بالأفكار نبلغ ما نريد ، بالتدريب والصبر سنبلغ غايتنا. والحمد لله أن جعل الأجر على النية والجهد والبذل والعطاء وليس على النتائج.