الأحد، 9 سبتمبر 2012

قاهر المانش ..مصطفى ابراهيم خليل


في كتابه "هؤلاء تحدوا الصعاب " للكاتب سامي البحيري ذكر  قصة مؤثرة وتدلنا على أنه لو قرر الإنسان استغلال قدراته الكامنة في داخله يستطيع أن يحقق نتائج لم يكن يتوقعها سواء هو أو من يحيطون به

"قاهر المانش قصة تحكي لنا قصة كفاح السباح البطل مصطفى ابراهيم خليل 
هذا البطل عندما كان في طالبا في الصف الأول الإعدادي (مرحلة متوسط )فقد ساقيه تحت قضبان القطار .وأصبح معاقا .وكان من الممكن أن ينتهي الأمر عند هذا الحد ولكن شاء الله عزوجل أن تكون هذه الإعاقة بداية حياة رائعة 

تمر الأيام ويواجه مصطفى الكثير من التحديات سواء كانت دراسية أم مادية أم معنوية ولكنه بفضل الله ثم بإصراره على أن يكون شيئا هاما مهما كانت حالته الجسمانية نجح فيما أراد حيث بدأ مصطفى تدريبات السباحة لساعات كثيرة وفي يوم بعد أن أنتهى من التدريبات وكان في عودته إلى منزله صدمته سيارة وسببت له جروحا وكسورا في كتفه مما أقعده في المستشفى عدة أشعر .لم يستسلم مصطفى بل استمر على التدريبات والاشتراك في البطولات المحلية فاكتسب خبرات جديدة وكان مستعدا لكي يخوض تجربة لم يخضها أي إنسان آخر في وضعه على وجه الأرض وهي أن يسبح عبر المانش 

حاول أن يسافر عام 1986 ولكن لم يستطع لعدم وجود الأموال اللازمة لسفره .لأنه لم يقتنع به أحد بأنه من الممكن أن يربح .بل اعتقد الجميع أن هذه المصروفات ستكون استثماراً خاسراً تماما !!!
لم ييأس مصطفى بل استمر في التدريبات .ثم التحق مصطفى للعمل بجريدة الأهرام .شرح مصطفى قصته لرئيس جريدة الأهرام الذي اقتنع به وبصدقه فأمر بتوفير كافة الاحتياجات لمصطفى 

مرت الأيام وحان وقت الاشتراك في مسابقة عبور المانش .ذهب مصطفى . بدأ السباق .

وبعد مجهود ضخم ومصارعة مع الأمواج التي كانت تقذفه لليمين واليسار بقسوة فاز البطل وسبح عبر المانش من شاطئ بريطانيا إلى الشاطئ الفرنسي "كاليه" وقابلته الجماهير بالتصفيق الحاد .ولكنهم بكوا عندما اكتشفوا أن مصطفى بدون ساقين فزاد اعجابهم بالبطل الذي توكل على الله وصمم على أن يكون أول معاق فقد ساقيه يسبح عبر المانش في تاريخ البشرية 

حقيقة أن نهاية الحادثة كانت بداية دخول التاريخ وفتح باب الأمل للناس سواء كانوا معاقين أم لا