الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

مركب الأمل... الشاعر د عبد الرحمن العشماوي





أُسائِلُ النفس َ، ما هذا الأسى الخافي ،،، يعذِّب القلب يؤذي طرفيَ الغافي؟

أسيرُ في الدرب والآلام تصفعني ،،، وكــل خاطرة تسعى لإيقافي

هذا محيطُ الأسى، أمواجه عصفتْ ،،، تحـيط قلبي من الشكوى بأصنافِ

وذلك الشاطئ المحبوب ألمحهُ ،،، وفيه آثار أزهارٍ وأصدافِ

وحوله روضتي الغناء باقية ،،، على الوفاءِ لعاداتـي وأعرافي

يا مركب الأمل الميمون سِر قُدُماً ،،، من قبـل أن تَكْسِر الأمواجُ مجدافي

سر بي إلى روضتي فالقلب في ظمأ ،،، لعلَّـني أرتوي من نبعها الصافي

مَلَلْتُ، يا مركب الآمال من ألمي ،،، مللتُ يا مركبي من طول تطوافي

نظرتُ حولي، وأحلامي مغرِّدةٌ ،،، والناسُ مابيـــن رحَّالٍ و وقّـافِ

وبين مُستأْسِدٍ يسعى لغايــته ،،، وبـــين مـُسْـتـسْـلِمٍ يرنـو لإنصاف

لا الراحلون إلى أحلامهم وصلوا ،،، ولا المقيمون عاشـوا دون إرجافِ

ولا المريقون ماء الوجه ترضيةً ،،، نالوا الذي أملّوا مـــن غير إسفافِ

أدركتُ أنَّ حياة الناسِ مُخْـتَـبَرٌ ،،، فما تطيبُ لهمازٍ و حـلافِ

يا مركبَ الأمل الميمون أغنـيـتي،،، مذعورة اللحن تشكـو طول إجحـافِ

سكبْـتُها من فؤادٍ جرحه يقِــظٌ ،،، مازال يعبـث فـــي قلبي بإسرافِ

كم راحلٍ وفؤادي ملكُ راحتهِ ،،، أشاح عنـي بوجـــهٍ غاضبٍ جـــافي

كأنني ... عنـدما أهــديتُه ثقتــي ،،، أهديــتُ باقـــة أزهارٍ لسيّـافِ

أشكو إلى الله آمالاً مُماطِلَـةً ،،، وحسرةً عكـَّرتْ إحساسيَ الصــافي

أشكو إلـــى الله إيمانــًا بقـــــدرتهِ ،،، هو المعين على بـُؤسي هو الكافـي

عبدالرحمن بن صالح العشماوي