بالبسمة تستطيع أن تتعدى حدود القلب ، إلى أيِّ قلب ، ولربما
حققت بالبسمة ما عجزتَ عن تحقيقه بغيرها ابتسم فإن اليوم خير من الأمس
والغد خير من اليوم ، والله جميل يحب الجمال ، ولا يعني هذا أن لا نفي من لم
يحظ من الجمال بقدرٍ يؤهله لأن يكون جميلا، فما عليك إلا أن تقدم البسمة ؛ وليكن إعجابك بعام الأمور بين بين ، وليدم قلبكَ ملازماً للصواب ، وإن
جانبه قليلاً فلا يكن منه على بعدٍ وتجانبٍ بيِّنينِ ؛ إياك أن تثنيك الشدائد
أو أن يوهنك الإخفاق ، وليكن إخفاقك الخطوة الأولى لنجاحك ، فلا خجل من أن تخفق في
شيء ؛ذلك أن الإخفاق أساس النجاح والشدائد تخلق الرجال ، وليكن اعتيادك
الشدائد ديدنك ، فقد قيل :
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا *** فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
وتحرى الوسط في أمرك
كله ، وإذا طلبت من غيرك أمراً فليكن أمرك
وسطاً ؛فالمطاع يأمر بما
يستطاع ، وإذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع ، أما التعاون فما اختلف عليه اثنان
؛وقد أمرنا ربنا عز وجل بالتعاون قائلاً :
( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ) المائدة 2
وقد قيل :
إذا العِبْءُ الثقيلُ توزَّعَتْهُ *** رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقابِ