إن قانون التفاؤل هو:حسن الظن بالله رب العالمين, فمن أحسن ظنه بربه نال أعلى درجات التفاؤل, ووفقه الله لكل خير, فمن أحسن ظنه بربه أحسن توكله عليه, وآمن بقضائه وقدره, وحقق التوحيد وأحسّ بحلاوة الإيمان وأُلهم الحكمة .
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، إن ظن خيراً فله ، وإن ظن شراً فله " رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع".
وفي الحديث الآخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخير ، وأن شراً فشر " . صححه الألباني.
قال المناوي في فيض القدير:
" إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي " أي أعامله على حسب ظنه ، وأفعل به ما يتوقعه مني ؟ فليحسن رجاءه ، أو أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله به ، فالمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف والظن على بابه ، ذكره القاضي .
" إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر " : أي إن ظن بي خيراً أفعل به خيراً ، وإن ظن بي شراً ، أفعل به شراً " كما قال عزو جل"" إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا "[الأنفال:70]،.
- وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول : ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل )) "رواه مسلم".
- عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم (( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ؛ ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلى شبراً ، تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلى ذراعاً ؛ تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة)). "رواه البخاري ومسلم".
يقول ابن عثيمين رحمه الله:" يحسن الظن بالله إذا فعل ما يوجب فضل الله ورجاءه ، فيعمل الصالحات ويحسن الظن بأن الله تعالى يقبله ، أما أن يحسن الظن وهو لا يعمل ؛ فهذا من باب التمني على الله ، ومن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فهو عاجز .
حسن الظن بأن يوجد من الإنسان عمل يقتضي حسن الظن بالله عز وجل ، فمثلاً إذا صليت أحسن الظن بالله بأن الله يقبلها منك ، إذا صمت فكذلك ، إذا تصدقت فكذلك ، إذا عملت عملاً صالحاً أحسن الظن بأن الله تعالى يقبل منك ، أما أن تحسن الظن بالله مع مبارزتك له بالعصيان فهذا دأب العاجزين الذين ليس عندهم رأس مالٍ يرجعون إليه ا.هـ.
همسة: عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : (( يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ))" رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن".