الخميس، 6 ديسمبر 2012

ما قيمتك في الحياة؟





لكلا منا إهتماماته و تطلعاته و أفكاره و طموحاته المستقبلية و يمثل كل هذا منهجا لحياة كل فرد منا بل و الطريق الذي نسير فيه بالفعل أو يود السير فيه.
و مما لا شك فيه أن هذا هو أكسير الحياة و الذي يعطيها قيمة حتى يعرف كلا منا أين موضع قدميه هل هو يقف في الطريق الصحيح أم أنه أجبر على الوقوف في مكانه هذا.

و بالتالي يجب علينا طرح هذه الأسئلة لنصحح مسار حياتنا:

هل تمثل المناصب الوظيفية بالنسبة لك إهتماما أعلى في تفكيرك ؟
هل السيارة التي تركبها تشعر أنها تعطيك قيمة أكبر فضلا عن تركك إياها؟
هل يمثل رصيدك في البنك أولوية عظمى لك ؟
هل إلتزامك الديني و قربك من الله عز وجل و بعدك عنه سبحانه و تعالى يمثل مقياسا مهما على سلوكك و تصرفاتك؟
ماهي الأشياء التي تتمناها عند الآخرين و تتمنى أن تكون لديك من باب الغبطة و ليس الحسد؟
لو توفيت الآن هل انت راض عن نفسك و تحب لقاء الله؟

هذه الأسئلة من السهل جدا أن نرد عليها بوعي و عقلانية تكون أقرب للخير و بعد الإجابة يجب على كلا منا أن يرتب أولوياته الشخصية حتى يسعد في الدارين الدنيا و الآخرة.

الآن هل أنت مستعد للسفر على الرحلة رقم 1 و المتجهة لمدينة الحقيقة مدينة الوعي و الإدراك ؟

تذكر معي جيدا أننا يلزمنا تجهيز ثلاث حقائب فقط لاغير و أننا قد وقفنا الآن عند موظف الشحن في المطار حتى ننتهي من شحن البضائع و فجاة يخبرك موظف الشحن أن لديك وزن زائد و لا يمكنك ان تحمل أكثر من حقيبتين فقط.

و هاتان الحقيبتان تمثلان أهم شيء في حياتك فتضطر أن تتخلى عن إحدى الحقائب التي لديك و بعد إقلاع الطائرة يحدث بها خلل و يعلن أن هناك  مشكلة فنية بالطائرة و لا بد من تخفيف الوزن بالطائرة و على كل راكب أن يتخلص فورا من حقيبة واحدة فقط و يحتفظ بالأخرى و التي تمثل له أغلى و أهم شيء في حياته.

يخبرنا علماء النفس أن أهم و أغلى حقيبة إحتفظت بها في هذه الرحلة هي
أكبر قضية في حياتك قد قصرت فيها..

و هي دعوى جديدة للتفكير في أولويتنا بعد الوصول لهذه الحقيقة فهل من مجيب؟
و من هنا إنتابني التفكير في كيفية سيطرة الإعلام الرياضي الجارف والذي قام بغسل عقول الشباب حتى أصبح التفكير و مايسيطر على عقول الشباب هو فوز فريقه المفضل!

هناك من شغل نفسه بالرياضة و هناك من طحنته الوظيفة و منهم من يدور في حلقات المال ليجمعه من حله و حرامه و منهم من شغلته الشهرة و طلب الجاه و المنصب و منهم من أدمن متابعة الأفلام و مشاهدة أغاني الفيديو كليب فلا يقيم حقوقا لله و منهم من شغلته السياسة و هكذا دواليك .

و أذكر هنا الآية  قال تعالى :
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

حقيبة المستقبل:

أهم حقيبة يجب أن تعدها في المستقبل هي التي تحدد قيمتك في الدنيا و الآخرة فهي علاقتك بالله عز وجل  و قد قال تعالى :
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}