خلقنا الله عزوجل جميعا متباينين ومختلفتين ،لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى ، فجعل منا الغني والفقير ، والحكيم والغير ذلك ،والقوي والضعيف ، والطويل والقصير، والصحيح والسقيم . و النشيط والكسول.
وأعطى لكل منا نقطة قوة مختلفة فمنا القوي في الفكر ومنا القوي في البدن ومنا القوي أدبياً ولفظياً ومنا القوي في الصبر .... وهكذا
وكل هذا التباين هو الذي أنتج لنا صورا مختلفة من البشر، كانت لكل منهم معركة مع الحياة ، بعضهم خرج منها منتصراً،والبعض الآخر خرج مهزوما، ولايرجع هذا إلا لسر أخفاه الله بين جوانح النفس البشرية، وكلما اشتد إظلام الحياة وسُدت في وجهها الطرق، يظهر هذا السر، فيثبت ان الإنسان يمتلك قوة وطاقة هائلة وعظيمة أودعها الله سبحانه وتعالى بداخله وكثيرا منها لا يخرج أو يظهر إلا بتحدي الصعاب، وبنظرة متعمقة نجد ان الحياة معارك من أجل البقاء والبقاء لا يكون إلا لمن أراده وعمل له. فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف .. وأقوى المعارك التي يجب أن نخوضها هي معركتنا مع أنفسنا معركة مع الذات ننتصر فيها في النهاية بتربية أنفسنا وإخضاعها لله عزوجل وتحقيق الآمال والأمنيات بالعزيمة والإصرار والتوكل على الله عزوجل.
وكما قلت فإن الحياة دائما معركة بين الإنسان والظروف المحيطة به ، و يجب ألا نسأل أنفسنا أندخل هذه المعركة أم لا ؟؟ بل نسألها دائما إذا كانت هناك معركة فلماذا لا نكسبها؟؟ إذا كان الصحابة والعلماء والناجحين فهموا ووعوا هذا السؤال وأجابونا عليه إجابة عملية فلماذا لا نجيب نحن ايضا بتحقيق مانصبو اليه والوصول الى الإنجازات المستهدفة كما فعلوا.
ومفتاح إجابة هذا السؤال تكمن في كلمة بسيطة تتكون من أربعة أحرف فقط (ح ا ف ز) حافز
هذه الكلمة هي التي تجعل الإنسان يغير من طبيعة وأسلوب معيشته إلى الأفضل، فنبدأ بفهم كامل للواقع المحيط بنا ثم العمل على تغييره ، ولو غيرنا كل يوم 1 مم ففي نهاية الأسبوع ستتغير 7 مم بما يعني في نهاية الشهر سيحدث تغيرا بمقدار 28 مم ، وكلما زادت الأيام زاد التغيير ولنكن الماء حينما ينحت في الصخر ليس بقوته وإنما بالإستمرار والإصرار والحافز الذي لا يخبوا بداخلنا.
إن التغيير الذي ننشده هو تغيير عميق في أنفسنا يصبغ حياتنا بصبغة جديدة حتى نراه فيما حولنا يغير الوطن ويغير العالم .. تغييرا يقود المجتمع والبشر إلى الأمام ..
فلنحلم ولنقتدي ولنبحث عن الحافز الذي جعل الأنبياء والرسل والصحابة والعلماء والصالحين والقادة يغيرون العالم .و لنتعلم من أين بدأو وأين انتهوا
بدأو من الأنا وانتهوا إلى نحن.
معركتنا هي معركة مع الأنا لتصل إلى نحن