ماثوين سميث ابن العاشرة يروي حكايته مع مرض والدته... |
في كتاب What Happened When Mommy Got Cancer |
عندما تقرأ كتابWhat happened when mommy got cancer أي«ماذا حدث عندما أصيبت والدتي بالسرطان»، تظن أن صاحب الكتابمؤلف مخضرم خاض تجارب الحياة فجاء أسلوب كتابته عفويًا يحملالكثير من المشاعر الإنسانية بتناقضاتها وتفاوتاتها فعرف، ومن دون أنيقصد، كيف يجعل الدمع يباغتك رغم أنك تحاول حبسه، وفي الوقتنفسه يجعلك تبتسم وتعيش حكايته الخاصة كأنها حكايتك أنت.لتفاجأ بأن صاحب الكتاب طفل لم يتعد العاشرة، وتزداد دهشتك عندماتعلم أنه كتب حكايته مع مرض والدته حين كان في السابعة، ومن حيث لا يدري، صارت أوراقهالمبعثرة التي أسقط عليها توتره وقلقه على والدته كتابًا يهديه إلى كل من مرّ ويمر أحد أفراد عائلتهبتجربة إصابته بالسرطان.إنه ماثوين سميث الذي عرّف عن نفسه في مقدّمة كتابه أنا ماثوين I'm mathuin(math-win، أيالرياضيات تفوز.
أصيبت والدته جوسلين أسمر بسرطان الثدي قبل خمس سنوات، كتب حكايته ليقرأها كل الأطفالويمنح جزءًا من ريع كتابه إلى مؤسسة Conquer Cancer وهي مؤسسة لا تبغي الربح تهتم بالأبحاثالسرطانية.
«لها» التقت ماثوين سميث ووالدته جوسلين أسمر سميث اللذين تحدّثا عن هذه التجربة.
- ماثوين. كيف خطرت ببالك فكرة تأليف كتاب حول مرض والدتك؟
اعتدت أن أكتب الأفكار التي تخطر في بالي على الورق، خصوصًا عندما أشعر بالتوتر، وبمجرد أن أُسقط مشاعري السلبية على الورق تنتهي وأشعر براحة.
وهذا ما فعلته عندما كتبت حكايتي وتجربتي مع مرض والدتي. وقتها كنت في السابعة ولم أكن أفكر في نشرها في كتاب، ولكن عندما اكتشفت والدتي ما كتبته بعدما انتهى علاجها وتخلّصت من المرض اقترحت علي أن ننشر هذه الأفكار في كتاب، وفكرت أن هذا يمكن أن يساعد أطفالا آخرين يمرون بالتجربة نفسها.
- من علّمك كتابة ما تشعر به على الورق؟
وحدي، جربت ذلك مرة ومن وقتها تعودت.
- كم من الوقت استغرق تأليف الكتاب؟أربع سنوات، لأنني كنت أكتب فقط خواطري على الورق، وما أشعر به خلال مراحل علاج والدتي، فأنا لم أكتب عن تجربتي اليومية وإنما عن التغيّرات الكبرى التي كانت تحدث خلال العلاج.
مثلاً عندما أخبرتنا أنا وأختي ساشا عن مرضها، وعندما سقط شعرها بسبب العلاج الكيميائي...
- هل تظن أنك ستصبح كاتبًا في المستقبل؟
أتمنى ذلك ولكن هذا يحتاج إلى خوض تجربة تدفعني إلى الكتابة، إذ لا أكتب لمجرد الكتابة بل علي أن أعيش تجربة سواء كانت سعيدة أو حزينة تحرك مشاعري وأفكاري، تحفزني على إسقاط ما أفكر فيه على الورق.
الله أعلم. فالكتابة ليست معادلة رياضية بل هي مشاعر وتجربة.
- ماثوين كتبت قصتك باللغة الإنكليزية لأنك تتقنها ووالدك أميركي وتعيش في أميركا، ولكن والدتكلبنانية، هل تفكر في ترجمتها إلى العربية؟
كما ذكرت أعيش في أميركا ووالدي أميركي، أفهم اللغة العربية لأن والدتي لبنانية، ولكن لا أتقن قراءتها وبالتالي كتابتها. هناك مترجمة أكبر مني بتسعة أشهر، كلارا ناصيف ترجمت القصة إلى الفرنسية وسننشرها قريبًا باللغة الفرنسية.
وقد نترجمها إلى العربية. هذا الكتاب لا نبغي منه الربح بل جزء كبير من يعود ريعه إلى منظمة مكافحة أمراض السرطان Conquer Cancer التي تهتم بالأبحاث السرطانية.
- هل أجريت بحثًا عن مرض والدتك؟
لا، فقد اكتفيت بما قالته لي أمي وشرحته لي، فهي أخبرتني عن كل ما يمكن أن يحدث خلال فترة العلاج، ووثقت بما قالته لي. في بعض الأحيان كنت أشك بكلامها ولكن لاحقًا كنت أجد أن شكي ليس في محله.
- بماذا شككت؟
شككت بعلاج الأدوية، لأنها كانت تبدو أحيانًا أكثر قلقًا مني، وأحياناً أخرى أكثر جرأة مني.
- هل أنت قلق من السرطان؟
لم أعد قلقًا، فهناك أنواع عدة وأعرف أن هناك علاجات، ووالداي يشرحان لي كل الأمور.
- ماذا يمكن أن تكون في المستقبل؟
قد أصبح مهندسًا.
- كيف كان شعورك عندما رأيت كتابك؟
فوجئت بالأمر، كنت مع ابن عمي في المكتبة هنا في بيروت لنشتري بعض القرطاسية، ثم طلب مني أن أنظر إلى الرف العلوي، وفوجئت بوجود كتابي عليه... كان شعورًا رائعًا.
- هل تحب بيروت؟
أحب لبنان فأمي لبنانية.
المصدر مجلة لها
من الألم أخرج عمل .. وكل منا يستطيع أن يصنع من ألمه عمل فقط استعن بالله وابدأ وتوكل